قطع الكهرباء الهدف منه إذلال الناس ، و فحص مستوى الإذلال و زمن قطع الكهرباء الأقصى الذي يمكنه الوصول إليه دون أن يحتج الناس .....
قبل الحديث عن موضوع الكهرباء .....
سنذكر فقط ، أنه برأينا على الأقل ..... فأغلب هذ الأزمات الاقتصادية المزعومة و غيرها ، هي مفتعلة ..... و الهدف منها محاولاة إذلال الناس و إهانتهم للحد الأأقصى الممكن ، انتقاماً منهم ، لمجرد تفكيرهم بالتطاول على من يظنون أنفسهم أسيادهم ......
و الله أعلم .....
سأذكر فقط مثالاً مشابهاً عن المازوت ......
في إحدى المدن، ادعت الحكومة أن المازوت مفقود ، مع أنه قبل أيالم قليلة تم الإعلان عن وصول باخرتين مازوت من روسيا ، محملتين بملايين الأطنان من المازوت .....
إلا أنه لا أحد يعرف أين ذهب هذا المازوت كله .....
و استمرت أزمة المازوت .....
و لم يتمكن الكثير من سائقي السرافيس في هذه المدينة من الحصول على مازوت لسرافيسهم ، و النتيجة أن الكثير منهم توقف عن العمل ، و بالتالي عن غعالة عائلته ، لأنه لم يستطع تأمين المازوت اللازم لتشغيل سرفيسه ، و إن تمكن فبأسيعار خيالية .....
و السرافيس الوحيدة التي كانت تجد المازوت و تعمل ، هي سرافيس مملوكة لمسؤولين و ذوي نفوذ ......
و أخيراً قرر سائقوا السرافيس تنظيم إضراب عن العمل للاحتجاج على فقدان المازوت ، و ليطالبوا بتوفيره لهم .....
و يبدو أن تنظيم هذا الإضراب قد تم بشكل سري و ناجح جداً .... و إلا لحاولت الحكومة و منن يحركها إحباطه و تخريبه قبل بدايته .....
كما أن سائقي السرافيس قد أبدو قدراً كبيراً من التضامن جعل إضرابهم ناجحاتً و فعالاً ، بالطبع ما عدا قلة من السرافيس المملوكة سرا للحكومة و من يحركها ، أو المملوكة لأولئك المسؤولين ، و التي حاولت الاستمرار في العمل لضرب هذا الإضراب .....
إذ استيقظ الناس صباحاً ليجدوا مئات السرافيس تقف في الكراجات مضربة عن العمل في يوم عمل رسمي ......
و وقف آلاف الناس حائرين يبحثون عن وسائل نقل ......
و خاصة أن الأإضراب لم يبدأ إلا ظهراً .....
إذ أن سائقي السرافيس لم يعلنوا عن الأإضراب صباحاً و غلا لعاد الناس لبيوتهم .....
و لكنهم أوصلوا الناس لأعمالهم ، ثم أعلنوا الأغضراب و رفضوا إعادتهم .....
مما أدى في ذلك الكراج إلى مشهد من آلاف الناس ، لا يجدون وسيلة نقل .....
و اضطر البعض لقطع الطريق مشياً .....
و بعضهم استقل سيارات أجرة بمبالغ طائلة ......
و النتيجة كانت ، و بعد أن تفاجأت الحكومة و من يحركها بإضرابهم .... أن المازوت قد توفر للساقين فقط في اليوم التالي .....
و لاليوم في هذه المحافظة ، تخصص الحكومة و من يحركها لكل سائق يومياًُ ثلاثين لتر من المازوت ، يحصل عليها يومياً كل سائقي خط محدد من كازية محددة .....
و لو أن الائقين سكتوا ، و طخوا ، لاستمرت معاناتهم مع المازوت حتى الآن ، هذا إذا لم تزد ..... و الله أعلم .....
و لكن الحكومة و من يحركها لم تغفر لهم هذا الموضوع ، فهي تريد أن تعرف من الذين نظموا هذا الإضراب بهذه السرية ، و الفعالية ، بالطبع لكي تمنعهم من تنظيم غضرابات مشابهة في المستقبل ، و لكي تنتقم منهم ، و تضعهم تحت لمراقبة ، و لتملاً بيوتهم و منازلهم بكاميرات المراقبة و أجهزة التنصت .....
نفس الأمر يتم اتباعه مع الناس في موضوع الكهرباء .....
إذ تريد الحكومة و من يحركها ، و بالتحديد الجهات الأامنية فيها ..... إهانة الناس و الإمعان في إذلالهم لأقصى حد ممكن ......
و لذلك فهم الآن يجرون تجاربهم على الحد الأأقصى من الأإذلال الذي يمكن أن يوصلوا إليه الناس قبل أن يبدأوا في الاحتجاج و تنظيم أنفسهم ، للوقوف بوجه الحكومة و من يحركها ، و ممارساتها ......
و يبدو أن ذلك الإذلال ناجح حتى الآن ، في موضوع الكهرباء على الأقل .....
إذ بدات الحكومة و من يحركها بقطع الكهرباء لثلاث ساعات ، بحجة استهداف مسلحين مزعومين لخطوط النفط ......
فسكت الناس ، و تقبلوا الموضوع ، و كل منهم يقول : " و أنا شو بدي ، خلي غيريب يحكي " ...... أو : " اللي بيصير عليي ، بيصير على غيري " ......
و الحكومة و من يحركها في كل هذا حريصة على إبقاء الناس مشتتين ، معزولين ، غير قادرين على تنظيم أنفسهم ، أو التجمع ، أو التعاون لاتخاذ تدابير جماعية ، أوة تشكيل قيادة منظمة لهم ، للرد على إجراءات الحكومة بشكل منظم ......
و بما أن الناس سكتوا ، جاء الضوء الأخضر ، فتم زيادة مدة انقطاع الكهرباء إلى 6 ساعات ...... و أيضاً سكت الناسي ، و بلعوها ......
فزادت الحكومة و من يحركها زمن انقطاع الكهرباء إلى تسع ساعات ......
ثم إلى 12 ساعة .....
و كل ذلك بحجج و مبررات مختلفة ، و على رأسهال قيام مسلحين بضرب خطوط نقل النفط ، أو أسلاك نقل الكهرباء ، أو آبار نفط ، أو محطات توليد ......
و لاحظ أنه في المرة السابقة التي قطعت فيها الحكومة و من يحركها الكهرباء ل 12 ساعة ، فقد حددت سلفاً المدة الزمنية لهذا التقنين الطويل المزعوم .....
و لكنها عندما عادت لقطع الكهرباء ل 12 ساعة ، فإنها لم تحدد مدة زمنية ، بل جعلتها مدة مفتوحة ، و كأنها تنوي الاستمرار بذلك لأطول فترة زمنية ممكنة ......
و كالعادة ، سكت الناس و بلعوا الإهانة و الذل ......
و كان عندها من الطبيعي أن تلجأ الحكومة و من يحركها ، عبر أدواتها في أجهزة الأأمن لاختبار تنجربتها التاليىة على الناس ......
و حاولت زيادة مدة التقنين لأكثر من 12 ساعة ......
فمرة بضعة أيام قطعت الحكومة و من يحركها خلالها الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة ......
و يبدو أنه عندها فقط انزعج بعض الناس لدرجة جعلتهم يقومون أو يهددوةن باتخاذ غجراءات ضد الحكومة ، مما جعلها تعيد الكهرباء سريعاً إلى فترة الانمقطاع السابقة و هي 12 ساعة ......
و لكن هذا لا يعني أنها نسيت هدفها الأاساسي ، و هو محاولة إذلال الناس عبر قطع الكهرباء لأطول فترة ممكنة .....
و لذلك ن فإنها و كما نتوقع ، ستلجأ بين الحين و الآخر لزيادة زمن قطع الكهرباء على 12 ساعة ، حيث أمكنها ذلك ......
فإذا احتج الناس أعالدته ل 12 ساعة ......
و إن سكت الناس و بلعوها .....
زادت مدة الانقطاع حتى تصل لهدفها و هوة قطع الكهرباء لمدة 24 ساعة في اليوم ......
و عندها ستدعي الحكومة و من يحركها أن مسلحين مزعومين قد هاجموا محطة كهرباء كذا ، أو خطوط نفط كذا ، ..... أو غير هذا من الحججو المبررات ......
و عندها ستبدأ بقطع الكهرباء يوم ،و إعادتها يوم .......
فإذال سكت الناس ، لن تزوق الحكومة كمما تظن و تقلل فترة الانقطاع ، بل ستزيدها ، ...... طبعاً و المبررات جاهزة ، بالطبع المسلحون ...... كما تزعم الحكومة و من يحركها ......
و عندها ، ستبدأ بقطع الكهرباء يومين ، و تعيدها يوم ، ......
فإذا سكت الناس ..... و بلعوا المهانة ......
ستقطعها ثلاثة أيام ، و تعيدها يوم ......
هكذا حتى تتمكن الحكومةو و من يحركها من قطع الكهرباء طوال شهرلا كامل متواصل لياً و نهاراً دون أن يحتج أحد أو يتحرك ......
و عندها ستشعر الحكومة و من يحركها و أجهزة أمنها بالسعادة ، لأنها تمكنت من إذلال الناس و إهانتهم للحد الأقصى دون أن يتحركوا ، أو يحتجوا ن أو يتعاونوا معاً على دفع الظلم ......
و عندها ستطمئن لأنها جعلتهم كائنات مطيعة أليفة خاضعة لسيطرتها ..... و تقبل إذلال الحكومة و من يحركها لهم بكل سعادة و فرح .....
و الله أعلم .....