كل يوم يخرج علينا هذا الوزير الجديد علي سعد بفكرة جديدة يبتدعها لست أدري كيف أو من أين...!!! ربما هو الفراغ و الملل الذين يشعر بهما في مكتبه في الوزارة هما ما يدفعانه لهذه الأفكار الجميلة...أقترح عليهم أن يركبوا في مكتبه بلاي ستيشن مع مختلف أنواع الألعاب الإلكترونية الممتعة ليتسلى بها و يحل عن سما المدرسين شوي...
و آخرها جعل دوام المدارس الثانوية سبع حصص...و سعيه لجعلها ثمانية...و من يدري ربما يجعلها لاحقاً عشرة أو عشرين...!!! فلم أعد أستغرب شيئاً من هذا الوزير...!!!
و يبدو أنه يخطط لجعل دوام المدارس للثالثة ظهراً...!!! و طبعاً لا تقلقوا فسوف يقوم بإيصال جميع المدرسين في مناطق نائية منأماكن سكنهم للمدارس و عند العودة في الثالثة ظهراُ بسياراته الخاصة...
و لست أدري لماذا يريد جعل الدوام ثمانية حصص...هل لأنه يحسد لمدرسين على دوامهم هذا...!! !فهو _أي علي سعد_ يداوم كل يوم_و الله أعلم_ حتى الثالثة ظهراُ.., سنفترض أنه يفعل ذلك...!!! و يبدو أنه لا يستطيع احتمال فكرة أن يضطر للدوام حتى الثالثة بينما يداوم ابلمدرسون حتى الواحدة و النصف...!!! و سبب ذلك أنه و الله أعلم لا يعرف شيئاً عن التدريس في المدارس و مدى تعب المدرس أثناءه و بعده و إلا لفهم حاجة المدرس الشديدة لوقت طويل للراحة بعد دوامه ثم في الصيف..أو ما بقي منه منذ جاء هذا الوزير...!!!
و لو كان التدريس ممتعاً و مريحاً كما أحسب علي سعد يظن لما وجدت طلبات المدرسين بالمئات ليحولوا إلى إداريين في التربية رغم طول دوام الإداريين...على الأأقل فإنهم _أي الإداريون_ يجلسون طوال دوامهم...أما المدرس فهو في مدرسته النائية يقف ست ساعات على الأٌقل و يتكلم ...بل قل يتكلم بصوت عال جداً طوال ست ساعات و هو بنفس الوقت يكتب و يشرح...!!! أما الوزير في ذلك الوقت فيكون في مكتبه المكيف جالساً على مقعده المريح يشرب كأساً من الشاي أو فنجاناً من القهوة و ينظر علينا في ضرورة تطويل الدوام... و أو في رحلة سياحية إلى رومانية أثناء امتحانات البكالوريا ...ثم ينظر علينا في أننا مرتاحون...لو كان مدرساً حقاً أو درس في مدرسة حقاً _ما عدا ستاجه لمدة أسبوع في الثمانينات_ لفهم لماذا يحتاج المدرس للراحة بشدة بعد الدوام أو في هذا الشهر الوحيد الذي بقي من الصيف بعد المراقبة في حزيران و التصحيح في تموز...و لكن يبدو أنه أيضاً يغتاظ من تعطيل المدرسين في آب بينما هو _كما سنفترض جدلاً_يداوم....فها هو أيضاً يسعى لمنع المدرسين حتى من العطلة..بحجج كدورات التكنولوجيا و لست أدري ماذا...و متى : في عطلة المدرس الوحيدة ...في شهر آب...و يبدو أنه نسي أن المدرس لا يحق له أخذ إجازات أثناء الدوام المدرسي بحجة أن عنده عطلة الصيف التي يريد علي سعد منعها لأنه يشعر بالملل من دوامه في الصيف...و يبدو أنه نسي أنه قد شلح آلاف المدرسين في الحسكة و الرقة و دير الزور و غيرها و يحتاجون لؤية أهاليهم أو أسرهم...!!!
ثم يأتي المدرس إلى منزله ليبدأ التحضير لخمس مناهج مختلفة لليوم التالي عدا عن التصحيح إن أعطى تسميع ورقي أو مذاكرة...بينما الموظف العادي يصل إلى بيته ليرتاح...
و لكن هذا الذي لم يدرس في المدارس لا يعرف شيئاً عن واقع التدريس و لكنه يعرف شيئاً واحداً فقط: التننظير..
فإن أراد علي سعد جعل المدرس يداوم كل يوم للثالثة...فلا يجب أن يفعل المدرس بعد دوامه أي شيء سوى الراحة لأن عقد الوظيفة ينتهي عند الثالثة و بعد ذلك يفعل المدرس ما يريد...فليس عليه عندئذ لا أن يحضر و لا أن يصلح و لا شيء و لا أن يصمم دروس دمج التكنولوجيا ...و غير ذلك لأن ذلك كله يكون خارج أوقات الدوام أي في وقت راحة المدرس...!!! و لكنه يبدو أنه يخطط لجعل عمل المدرسين سخرة...تدريس للثالثة صباحاً...و تحضي و تصليح للثامنة مساء...ثم من يدري ماذا بعد ذلك....فلربما و الله أعلم يقترح أن يركب سكة فلاحة (محراث قديم) على المدرسين ليفلح بهم الأراضي في الليل....فربما يظن أيضاً أن النوم ليس ضرورياً أيضاً...أو أنه وقت ضائع من حياة هذه الماكينة المسماة (مدرس)...