قصة حقيقية لمدرس تنقل كابن بطوطة بين مدرسته و منزله من محافظة لمحافظة سيراً على الأقدام:[/b]
هذه قصة حقيقية حدثت معي :
أول ما تم تعييني تم تعييني في قرية بعيدة جداً جداً في مكان يمكن تسميته بصحراوي...
و عند خروجي من المدرسة بعد نهاية الإسبوع الأول بعد الحصة السادسة أخذت بعض الوقت في حزم حقيبة السفر للعودة إلى محافظتي إذ كنت أقيم في المدرسة مؤقتاً ريثما أجد مكاناً أقيم فيه...و استغرق حزم الحقيبة نصف ساعة فقط بعد نهاية الحصة السادسة...و في حوالي الثانية ظهراً و تحت شمس صيقية محرقة وصلت لمفرق القرية بانتظار سرفيس...و مضت أول ربع ساعة و لم يمر سرفيس...ثم مضت نصف ساعة و لم يمر سرفيس...ثم مضت ساعة و لم يمر ليس سرفيس فقط بل أي نوع من أنواع المركبات و لو مركبة فضائية...لم يمر شيء على ذلك الطريق و لو حتى كائن حي في طقس حار جداً جداً و لا توجد حيثما تطلعت حولي قي تلك المنطقة شجرة واحدة يمكن أن أقف تحتها...و ما لم أكن أعلمه وقتها أن لا سرفيس يسير في تلك المنطقة كلها بعد الساعة الواحدة ظهراً...و لم أكن أستطيع العودة لأن ذلك اليوم كان آخر يوم من أيام الدوام المدرسي فالمدرسة قد أغلقت أبوابها لعطلة الصيف...
فحملت حقيبتي و بدأت بالسير حتى مر موتور بعد ساعة و ربع ...فطلبت منه نقلي للقرية التالية على الأقل وز التي تبعد حوالي خمسة كيلومترات...و هناك أنزلني لأنه ذاهب باتجاه آخر...و صادفت عندها بالصدفة على مفرق تلك القرية الثانية شاباً من تلك القرية كان مسافراً أيضاً و أخبرني أنه لا أمل بإيجاد سرفيس في هذا الوقت و أن علينا السير بضعة قرى للأمام على أمل أن نجد من يقلنا...لاحط أنه قال علينا السير عبر بضعة قرى ...بضعة قرى فقط تحت حر الصيف الحارق في الصحراء الحارقة...
و بالفعل بدأنا السير و أنا أحمل حقيبة السفر التي تزن حوالي خمسين كيلو غراماً ...مشينا و مشينا و مشينا ساعة ثم ساعة ونصف ثم ساعتين...و كلما مرت سيارة بالصدفة إما أن ترفض أن تقلنا أو أن ينظر إلينا ركابها باستخفاف و ازدراء و كأنهم يقولون : (ها ها ها ...نحن عندنا سيارة و أنتم تسيرون في الحر الشيد...)...لقد كان منظرنا بعد ساعتين من السير تحت أشعة الشمس الحارقة مضحكاً حقاً...و عبرنا أول قرية ولا سرفيس ثم الثانية و الثالثة...و لا سرافيس...و كلما دخلنا عبر قرية نظر إلينا أهلها و كأننا ظاهرة غريبة لم يروا مثلها أبداً...و عتدها تذكرت وزير التربة علي سعد...و دعوت له بالخير كثيراً...!!!و كان بودي أن أقول لا بأس نحن مجرد مدرسين...و هذه هي حال المدرس في عهد هذا الوزير... و أتذكره أكثر الآن عندما يريد أن يجعل حصص الثانوي ثمانية كل يوم...نحن بعد ست حصص حصل معنا هذا فكيف بعد ثمانية حصص...و ما همه هو إن كان في وقتها جالساً في هواء مكيف منعش ينتقد راحة المدرسين و شدة دلعهم و يصدر القرار تلو القرار ضد مصلحتهم...
االمهم بعد ثلاث ساعات من السير تحت أشعة الشمس الصيية الحارقة في صحراء نائية بعيدة كنا قد عبرنا أربع قرى دون أن نجد وسيلة نقل...
و قد يقول قائل لماذا لم تستأجروا سرفيساً طلب...أولاً لم نجد سرفيساً أصلاً لا طلب و لا غيره...و ثانياً كان في وقتها المازوت قد غلي و أصبح السرفيس يأخذ هناك على الطلب أريبعمئة ليرة، و ألأجار إلى محافظتي كان قد تضاعف و أجار كل سرفيس علي أن أستقله قد تضاعف ،و كنت قد أنفقت آخر ما لدي على تكاليف المسابقة و التعيين و السفر لمحافظة تعييني جيئة و ذهاباً لإنهاء أوراق التعيين و هذا يقول هات طابع، وذلك اشتري ظرف،و آخر ورقة فحص طبي ،و آخر يطلب مني أن أتصور مرة ثانية لأن الصور التي أعطيتها له غير مقبولة...و آخر يرسلني بمباشرة ثم يعيدني مدير المدرسة بحجة أنه لا شاغر ثم أعود للتربية يوم الخميس مع مباشرتي المردودة فيقول لي ارجع الأحد و :أن منزلي ليس على بعد مئات الكيلومترات بل خلف التربية، ثم أسافر و أعود الأحد و هكذا...و أخيراً أخذت المباشرة ليقول ... هكذا حتى سافرت للمدرسة للدوام... حيث أنفقت لمدة 15 يوماً من الدوام في آخر العام على الطعام و الشراب و الخبز و التنقل....و لم نكن قد قبضنا من التربية ليرة واحدة لأن التربية بلا تقبض قبل ثلاثة أشهر للممعينين الجدد، و منهو لم بكن قد بقي معي بعد هذا كله إلا ثلاثمئة ليرة با دوبها تكفي أجار العودة لمحافظتي فكيف لو وضعتها أجرة سرفيس طلب بين أول قرية و المدينة التالية،و يبقى علي عشرات القرى و المدن لقطعها...
المهم بعد ساعات جاء تركتور ، فصعدت أنا و الشاب في التركتور إلى جوار السائق الذي عبر بنا قريةى واحدة ثم أنزلنا لأن طريقه غبر طريقنا...و هكذا تابعنا السير حتى أحسست أن حذائي سوف يتمزق بعد قليل...
و عند حوالي السابعة مساء أي بعد خمس ساعات من خروجي من القرية التي فيها مدرستي و بالصدفة البحتة فقط تصادف أن سائق سرفيس خرج من قريته للمدينة ليحضر غرضاً ما فأوصلنا لأول مدينة بعد قريتي، ثم عبرت هذه المدينة من أوله لأخرها سيراً على الأٌدام إلى حيث كراجات المحافظة لأنه لا تكاسي فيها و لا نقل داخلي...و عند وصولي لم أجد أي سرفيس ، فتابعت السير إلى الجسر البعيد على الأوتسراد على أمل أن أجد من يقلني و بالفعل صادفت سيارة نقلتني للجسر ، حيث نزلت هناك و وقفت أنتظر تحت الجسر مرور من يقلني...فتصادف بعد نصف ساعة فقط مرور سيارة نقلتني قليلاً للأمام للجسر التالي...
و لكي لا أطيل عليك ...من جسر لجسر و مسي قليلاً هنا و قليلاً هناك وصلت للمدينة التالية...ثم التالية...
و أخيراً بدأت أرى سرافيس تعمل ... و استقليت سرفيساً للمدينة التالية...كل هذ و ما زلت في نفس المحافظة المعين بها...
و أخيراً استقليت سرفيس لمحافظتي من المدينة التالية...ثم من مركز المحافظة استقليت سرفيس لمدينتي...و الحمد لله وصلت أخيراً في الساعة الرابعة صباحاً...
و لمن لم يصدقنب فهذه قصة حقيقية حدثت معي و أتمنى بصدق لألا يضطر مدرس لخوض هذه التجربة...و تحيتي لعلي سعد الذي يريد أن يجعل الحصص ثمانية كل يوم و له أقول:
لوز أنك كنت مدرساً في مدرسة لشعرت بما يعانيه المدرس، و لكن دكتوور الجامعة لا يعرف شيئاً عن واقع التعليم في المدارس ويظن أن المدرس مرتاح كدكتور الجامعة...هلا أرسلت سيارتك في المرة القادمة لتوصل المدرسين في محافظات نائية على اعتبار أنك أنت من عينت المدرسين لخمس سنوات في محافظات نائية...!!!!