في جامعات العالم المحترمة ( علماً أنه في آخر قائمة صدرت لأفضل جامعات العالم لم يرد اسم جامعة سورية ليس بين أول 500 جامعة في العالم بل و لا أظن أنه بين أول خمسة آلاف جامعة في العالم ... و هذا ما يوضح لك المستوى العالي الذي وصلته جامعاتنا )...
كنت أقول أنه في جامعات العالم المحترمة عندما يتخرج الخريج فإن هناك ما يعرف برابطة الخريجين...التي تجمع الخريجين معاً سنوياً كما تربطهم بالجامعة.....كما أن الخريج يعتبر و كأنه عضو في الجامعة و لو تخرج منها، فيحق له زيارتها في أي وقت، لحضور المحاضرات و الاطلاع على المستجدات أو حضور المعارض و طرح الأسئلة المتعلقة باختصاصه و التي تستجد معه في الحياة العملية على دكاترته .... أو لدخول مكتبتها و الاستفادة من كتبها...بل يمكنه حتى زيارتها لمجرد الزيارة...
و لكن في جامعتنا ما إن تتخرج حتى يغلقوا الباب وراءك و يكسروا جرة فخار...و ستمنع إلى الأبد من دخول جامعتك...
و بما أنني تخرجت من جامعة تشرين، و بما أنه هناك معرض كتاب سنوي في الجامعة فكنت أحرص على الذهاب للجامعة كلما أقيم ، أو للمعرفة آخر رسائل الماجستير في اختصاصي، أو لحضور بعض سنمارات الماجستير و الدكتوراه في اختصاص ، أو لمعرفة المحاضرات التي يلقيها محاضرون الجامعة... لكن في المرات الأخيرة التي كنت أذهب فيها للجامعة بعد تخرجي كنت أمنع من الدخول بحجة أنني لست طالباً، لأنه ليس معي بطاقة جامعية...و لم يتم إدخالي حتى أبرزت بطاقة قديمة كانت معي من أيام الجامعة ، و توشك على الاهتراء، ولكن بعد أن سمعت بضعة كلمات من الحارس الذي رفض إدخالي... و يبدو أنني في المرات القادمة لن أتمكن أبدأً من دخول جامعتي...و مع أنني مع منع من ليس له شغل في الجامعة من دخولها لكي لا تصبح كسوق الهال، إلا من دخل للتسجيل في التعليم المفتوح ، و لكني أتساءل ألا يحق لخريجي الجامعة من دخول جامعتهم ، أم أن الجامعة تعتبر فعلاً أن من تخرج منها لم يعد له بها أي علاقة...يبدو أنهم في هذه الجامعة و غيرها قد انعزلوا عن الإطار العلمي العالمي زمناً طويلاً أنساهم ما أصبح عليه واقع العلم في العالم...و لم يسمعوا بعد بما يسمى روابط الخريجين أو ارتباط الجامعة بخريجيها...و في الحقيقة يسعدني ذلك كثيراً لأنها ليست برأيي جامعة يسعدك أن ترتبط بها ،و في المرة القدمة التي أمر بها من أمام جامعة تشرين سأقوم أنا هذه المرة إن شاء الهل بكسر جرة فخار على باب الجامعة ...على الأقل لأنسى هذا المستوى العلمي العالي الذي زودونا به و الذي يسمح لنا بالمنافسة العلمية على مستوى العالم في اختصاصاتنا...
أعرف مثلاً بعض المهندسين الذين تخرجوا من بعض الجامعات السورية عندما ذهبوا للعمل ليس في أوروبة أو أمريكة ، بل في الخليج في الإمارات تمت إعادتهم لأن مستواهم و عملهم لم يعجبهم ، و قس على ذلك في بقية الاختصاصات و الله أعلم....