و بكل حال التجربة أكبر برهان .... كما يقال .....
و يمكنك بكل وقت .... أن تأخذ معارفك التي تعلتها في المدارس الحكومية أو في الجامعات الحكومية .... و أن تنزل بها للسوق غداً ..... أو أي كان عمل غير حكومي .....
و أن تعرف بنفسك مقدار ما ستفيدك به ... و مقدار الرزق الذي ستحصلب عليه بفضلها .....
فإن كان مناسباً لك ..... فتهانينا لك على تعليمك الحكومي الممتاز ..... و يمكنك حتى أن توفر لأولادك نفس المستوى من المعرفة الحكومية .....
و إن كنت تجد غير هذا ..... فاسأل نفسك .... ما سبب هذا ...؟!!!!! زو كيف السبيل لإصلاحه ..... ؟!!!!!
و رأينا هو ..... أن التعليم الحكومي و حتى الكثير من التعليم الخاص ..... لم يعد .... و منذ زمن طويل .... يواكب الحاجات الفعلية لسوق العمل .....
بل بدأ يصبح تجمعاً لخليط فوضوي من مغلومات نظرية مبعثرة بشكل فوضوي ....و تقدم بشكل أكثر فوضوية في كثير من الأحيان ...و مغلفة بقرارات أكثر فوضوية منهما معاً ..... في بعض الأحيان .....
و غذا لم يسارع التعليم الحكومي لإغلاق الكثير من ثغراته .....
فأظن أن التعليم الحكومي و كثير من التعليم الخاص الحالي ... سيتم تجاوزه من قبل الناس ... على الأقل بعد الصف السادس .....
و سيبحث الناس عن تحصيل معارفهم الخاصة ..... و تعليمها لأبنائهم عبر وسائل خاصة .....
إن لم يكن الآن .... ففي المستقبل القريب .... و الله أعلم ....
لقد تم سلفاً تجاوز التعليم الحكومي و كثير من التعليم الخاص في مجال تعليم اللغة الإنكليزية و الفرنسة و اللغات بشكل عام .....
و في مجال تعليم الكومبيوتر و الإنترنت و البرمجبات بشكل عام .....
و تم تجاوزه بمراحل في مجال الجغرافيا و التاريخ و العلوم .....
و لا زال لحد الآن معتمداً كمصدر للمعارف في اللغة العربية و الفيزياء و الكيمياء مثلاً .....
و لكننا لا نظن أن ذلك سيستمر طويلاً .....
و لكن تم تجاوزه في مجالات الشعر و الرواية و القصة .....
و هذا يعني باختصار ..... أن الناس تعتمد على التعليم الحكومي للحصول على الشهادة فقط ..... لأنها تطلب عملاً في الحكومة .....
و لكن كثيراً منهم لم يعد يعتمد على التعليم الحكومي لتعلم العلوم إلا في مجالات محددة .....
فهو ... كما نظن .... يعتبر أن التعليم الحكومي يمكن أن يعلم ابنه القراءة و الكتابة و الحساب و بعض المعارف المفيدة حتى الصف السادس .....
و لكنه بعد الصف السادس ..... لا يعتمد على التعليم الحكومي لأنه يعرف أن التعليم الحكومي في هذه المرحلة لن يعلم ابنه الكثير .... حتى الجامعة على الأقل .....
و أ يضاً لن يعلمه مهارات كثيرة مفيدة في حياته العملية ..... كما نظن .....
و لو أن الحكومة تعطي الشهادات للناس متى شاؤوا لأخرج أغلب الناس أولادهم من المدارس الحكومية بعد الصف السادس ..... إلى تعليم خاص يختارونه لهم ..... من نوع دورات مكثفة ..... كما نظن .....
و لو كان تقديم الشهادة الثانوية غير محدد بسن 18 سنة ...... بل متاح لمن هو أقل عمراً من ذلك ..... لظهرت ثغرات التعليم الحكومي بوضوح .....
لأن أغلب الناس ..... كما نظن .... كانت ستخرج أولادها من المدارس بعد الصف السادس ... أو حتى قبله ..... ليعلموهم ما يمكنهم من الحصول على الشهادة الثانوي في اقصر وقت .....
ثم يتقلونهم إلى الجامعة أو إلى دورات مهنية خاصة .....
و الله اعلم .....
بكل حال أصبح طلاب هذا الجيل يحصلون على معارفهم في التاريخ و الجغرافيا و الإنترنت و الكومبيوتر و السياسة ... ..من الإنترنت و ما يسمى الفيس بوك ..... أو من بعض ما تسمى قنوات ترفيهية أو غيرها .....
و يتعلون اللغة الإنكليزية بسبب استخدام الكومبيوتر أو الإنترنت أو مشاهدة ما تسمى البرامج و المسلسلات و الأفلام الأجنبية أو من دورات خاصة .....
حتى التعليم الجامعي تم تجاوزه أيضاً ..... في كثير من الفروع .....
حيث أصبحت مهرات أفراد غير جامعيين في اختصاصات محددة أعلى من مهارات خريجين جامعيين يحملون شهادات هذه الجامعات الحكومية في هذه الاختصاصات .....
فستجد الكثير من الأشخاص العاديين معارفهم يفي التاريخ و الجغرافيا أعلى بكثير من خريجي التاريخ و الجغرافيا من الجامعات الجكومية .....
كما أن مهارات مصلح كومبيوتر في مجال الهارد وير أعلى من مهارات خريج معلوماتية ..... كما نظن .....
فتم تجاوز التعليم الجانعي الحكومي أيضاً في مجال الكومبيوتر و الإنترنت ممن ناحية الصيانة أو ما يسمى الهارد وير ..... كما نظن .....و إن كان لا زال متقدماً بفارق بسيط في مجال البرمجيات أو ما يسمى السوفت وير .....
و إن كان ذلك لن يستمر طويلاً ..... كما نظن .....
كما أن من يريد تعلم صيانة الموبايل لا يعتمد على مهارات خريج هندسة إلكترون ..... و لكنه يلجأ لدورة خاصة في ذلك .....
و نحو هذا ....
تم تجاوز التعليم الجامعي الحكومي في كثير من المجالات .....
و هو كما نظن ..... التطور الطبيعي لسياسة التكرار ..... و نتضييع وقت الطالب ..... و محاولة رفع الين يعملون على أكتاف من لا يعملون .....
و لساية حرامان من يستحقون التعيين في الجامعات الحكومية من ذلك ..... و بالنتيجة امتلأ ت الجامعات الحكومية بمدرسين لا يحملون المهارات العلمية المطلوبة .....
و بسبب كونهم مدرسون جامعيون .... فهم بدؤوا يستنسخون أنفسهم في الجامعات الحكومية .,... و أفرزوا طلاب مابهين لهم من حيث النقص في المهرات العلمية ......
كما أنه في وزارة التربية ..... المدرس الذي يعمل و يتعب ..... مثله مثل المدرس الذي لا يعمل و لا يتعب .....
إضافة لكون السلطة في التعليم بيد الإداريين .....
و هو ما يمنح الإداريين السلطة لعرقلة أداء أي مدرس بمختلف الحجج الإدارية و القانونية ..... و للأسف فهم في كثير من الأأحيان يدعون وجود مبرر قانوني لكل محاولاتهم لتعذيب للمدرسين .....
يمكن للمدير مثلاً ببساطة أن يجعل ثلاثة أيام غياب بسبب سفرك إلى محافظتك غياب تصبح 12 يوم ..... و هذا حصل معي في محافظة نائية .....
فهو يعتبر يوم فيه ساعتان يوم كامل .... ثم يحس الخميس و الجمعة و السبت و أيام الغياب الثلاثة ثم الجمعة و السبت و يوما عطلة رسمية بعدهما ...... يعتبرها كلها انقطاع متصل عن العمل ....
و يصبح غيابك 12 يوم مع أنك لم تغب سوى 3 أيام و بإجازة بدون أجر لم يسجلها المدير ببساطة ليحقق هدفه ..... و حتى يظهر تلاعبه ..... يكون رفع الغياب حاول اتخاذ الإجراءات .....
بل و بكا صفاقة قدم لي استجواب عن 12 يوم متصلة ..... مع أنني قدمت له الأإجازة بدون أجر قبلها .....
و من حسن الحظ أنني احتفظت بصورة عن الإجازة بدون أجر ...لأني لا أثق به .....
و من أسباب ذلك التراجع في التعليم الحكومي .... كما نظن .....الغش الامتحاني ..... الذي أصبح في بعض المحافظات شبه منظم .....
و أصبح القاعدة و ليس الاستثناء .....
إضافة لمحاولة تقييد المدرسين بقررات غير واقعية أدت لكرهم للتعليم ....
و جعلت حتى أصحاب الإنجاز منهم ..... إما يكرهون التعليم بسبب كثرة العراقيل التي يضعها الإداريون في طريقهم إنا بشكل غير مثقصود ..... أو أحياناً بشكل مقصود .....
مما يجعلهم يلجؤون للتعليم الخاص .....لتحقيق دخل أفضل أولاً .... و لللتخلص من العراقيل الإدارية ثانياً .....
لأنه في التعليم الحكومي ... من يعمل مثل ... إن لم يكن أفضبل بكثير ممن يعمل .....و موظف إداري لا يداوم .....
قد يحقق دخلاً يوازي ضعفي دخل مدرس لغة عربية أو فيزياء أو لغة إنكليزية يعطي 20 ساعة في الأسبوع ..... بل و يصبح هذا الإداري هو النظامي ... و المدرؤس هو المقصر ....
و قد .... بطريقة ما ... يجد نفسه متعرضاً للعقوبات و الخصم و الاستجوابات ..... بسبب تقصيره .....؟!!!!!
مما يجعل هذا المدرس و غيره يلجأ للتعليم الخاص ..... لأن نفس لجهد في التعليم الخاص قد يحقق له خمس أضعاف دخله الحالي ..... مما يشعره أن الجهد المبذول في التعليم الحكومي هو جهد ضائع .....
و هو إلى حد ما .... ضائع .... كما نظن .....
مما ينعكس بالتالي على أدائه في الصف .....
لقد درست أحد صفوف الشهادات ..... و حققت نتائج لم تحققها أفضل المعاهد الخاصة .....
و لكني وجدت أني بعد ذلك أصبحت محارباً أكثر ..... من قبل موجهي المادة التي أدرسها قبل غعغبرهم ..... و من قبل إدارة المدرسة التي أدرس بها .....
بل كانت معاملاتهم قبل ذلك أفضل .....
و مازلت أتساءل عن السبب الذي جعلهم يشعرون بكل هذا الغيظ بسبب نجاح كل طلاب الصف الذي أدرسه في مادتي ما عدا طالبين ..... و بدرجات مرتفعة .....
يبدو أنهم كانوا يراهنون ..... إما على فشلي ..... أو على محاولة تفشيلي ..... و ربما أن نجاحي في ذلك .... رغم كل عراقيلهم المقصودة ..... قد أغاظهم .....
و الله أعلم .....
و لاحظ أن الطالب هو آخر همهم ..... و هو الضحية في كل محاولاتهم لتعذيب المدرس .....
و حصيلتي هذا الأسبوع فقط هي ثلاثة استجوابات .....
مما جعلني أفكر .... هل حقاً أبذل جهدي في المكان المناسب ..... ؟!!!!!
و لا تنس السبب الأهم ..... كما نظن ..... و هو من يحرك وزارة التربية من وراء الستارة ..... و ليس له علاقة بالتعليم .....
و الله أعلم .....